تحدث عبد القاهر الجرجانی فی کتابیه الخالدَین، دلائل الإعجاز و أسرار البلاغه عن المجاز العقلی بالدقه و التفصیل. ثم تبعه الزمخشری فأتی بتعریف دقیق و جامع و بحث فی مواضع عدیده من تفسیره عن هذا النوع من المجاز. و السکاکی فی کتاب المفتاح بعد الحدیث عن رأی جمهور البلاغیین رجّح أن یکون هذا النوع من المجاز من قبیل الاستعاره المکنیه. أما ابن الحاجب النحوی فله حدیث آخر؛ فهو خالف جمهور البلاغیین و خالف السکاکی أیضاً. إنه ینکر المجاز العقلی و أدخل کل ما هو من هذا القبیل فی المجاز فی المسند، مصرّحاً أن ما قاله الجرجانی مما لا طائل تحته. و ما قال به ابن الحاجب یعدّ رأیاً شاذاً قابلاً للنقد عند أهل البلاغه و علماء أصول الفقه. و الکاتب فی هذا المقال یتأمل فی هذا القول؛ إنه یبحث عن بواعث إنکار ابن الحاجب المجاز العقلی أولاً ثم یقارنه مع آراء البلاغیین. و من نتائج هذا البحث أن ابن الحاجب و إن کان صاحب فضل فی علوم مختلفه منها النحو و أصول الفقه، لم یکن متعمّقاً فی بیان المسائل البلاغیه.