علمُ الوَضعِ أحد من العلوم الآلیَّه الَّتی دوِّنت فی الحضاره الإسلامیَه؛ لخدمه القرآن والسُّنَّه والشَّریعه بأسرها. وهو علم یبحث عن تفسیر الوضع وتعیین الواضع وتقسیم الوضع إلی أقسام شتَّی باعتبارات مختلفه. ثمَّ هذا الفنُّ کسائر الفنون تعرَّض مذ تألیفها إلی الآن للتَّطوُّر فی بیانها وعرضها وتفاصیل مسائلها، وألَّف العلماء فیها عدَّه رسائل و مقالات. وهذا البحث الَّذی بین أیدیکم تحقیق لواحد من هذه الرَّسائل وهی مخطوطه وضعها أحد أعیان العلماء فی کرستان ایران وهو العلامه محمد باقر البالکی. یحاول هذا البحث أن یعرِّف بالمؤلِّف ومدی مقدرته فی جمیع العلوم خصوصًا علم الوضع مِن خلال هذه الرساله فإنَّ من میزاتِ المؤلِّف الدِّقَّه وإمعان النَّظر والإبداع فی العلوم ولا تخلو رسالته هذه من الإبتکارات أیضًا، ویسلِّط البحث أیضًا الضوءَ علی کیفیَّه نشأه فن الوضع، و بیان آراء العلماء فی تعریفه وعرض مسائله، وعلاقته بالعلوم الأخری.